للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصيبهم فتنة: أي ينزل بهم عذاب في الدنيا بقتل أو غيره.

أو يصيبهم عذاب أليم: أي يدخر الله لهم عذابا في الآخرة.

إذا رد بعض قوله: أي إذا رد بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم.

أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك: أي أن رده شيئا من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لزيغ القلوب الذي فيه هلاك الدنيا والآخرة.

الشرح الإجمالي:

في هذا الأثر ينكر الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - على أولئك الذين يتركون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما استبان لهم صحتها ووضح لهم معناها، ويأخذون برأي سفيان وغيره من الناس مع عدم عصمتهم، ويحذرهم من الزيغ إذا هم ردوا كتاب الله أو سنة رسوله؛ وذلك لأن المتعصبين للمذاهب كثيرا ما يحرفون الكلم عن مواضعه، ويدعون نسخ ما لم ينسخ ليسلم لهم مذهبهم، وقد احتج الإمام لرأيه هذا بالآية التي أوردها، وكفى بالقرآن حجة ودليلا.

الفوائد:

١. أن رأي الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - تحريم ترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس.

٢. الأصل في الأمر الوجوب ما لم يأت دليل ينقله إلى الاستحباب.

٣. الإعراض عن شرع الله سبب للهلاك في الدنيا والآخرة.

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث أفاد الأثر أن الإمام أحمد يرى أن العدول عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غيرها شرك في الطاعة، مستدلا على ذلك بالآية التي أوردها.

<<  <   >  >>