للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للخير والشر، فإذا قلنا: إن الله -تعالى- قدر الأشياء فمعناه أنه تعالى علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منا ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه، فلا محدث في العالم العلوي والسفلي إلا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته.

الشرح الإجمالي:

في هذا الأثر يقسم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن الإنسان مهما أنفق من الأموال وعمل من الأعمال الصالحة، فإن الله لا يقبلها منه إذا لم يصدق بالقدر؛ وذلك أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة، فإنكاره إنكار لها كلها فيصير بذلك كافرا غير متق، وإنما يتقبل الله من المتقين. ثم استدل ابن عمر على فتياه هذه بالحديث الذي ذكر فيه أركان الإيمان الستة، ومنها: الإيمان بالقدر خيره وشره.

الفوائد:

١. أن للإيمان ستة أركان لا يصح إيمان العبد إلا إذ آمن بها مجتمعة، وقد عددها الحديث.

٢. أن الخير والشر مقدر من الله تعالى.

٣. جواز الحلف لمصلحة من غير استحلاف.

٤. استحباب تأكيد الفتوى المهمة بالقسم.

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على كفر منكري القدر.

مناسبة الأثر للتوحيد:

حيث دل الأثر على كفر من أنكر القدر؛ وذلك لأن إنكار القدر شرك مع الله في الربوبية.

<<  <   >  >>