للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هدف لها، ولا مجد لهذه الأمة إلا بتربية أجيالها على تحقيق مرضاة الله وشريعته، واستهداف ذلك في كل المجالات التعليمية، والتربوية بإخلاص وعناية، لا بأن يكتفي بكلمة في مقدمة الدرس، أو الكتاب قد لا تؤدي الغرض المطلوب، وقد يقصد بها التمويه، أو مجرد مسايرة المنهج، فالإخلاص معناه أن ينبعث الهدف من أعماق النفس عن قناعة، وأن يصبر المعلم على تحقيقه وبلوغه.

ج- أن يكون صبورًا على معاناة التعليم، وتقريب المعلومات إلى أذهان الطلاب؛ لأن ذلك يقتضي مراسًا وتكرارًا، وتنويعا للأساليب ومكارهة للنفس على تحمل المشقة؛ ولأن الناس ليسوا سواء في القدرة على التعلم، فلا يستطيع المعلم أن يساير هوى نفسه، فيتعجل رؤية نتائج عمله قبل نضج المعلومات في نفس الناشئ نضجا تصبح معه قابلة للتطبيق العملي، وقبل تطوير السلوك، وقبل أن تكتمل القناعة عند الطلاب، تتحمس نفوسهم وعواطفهم، وتستثار انفعالاتهم استثارة كافية لتحقيق ما يتعلمونه في حياتهم ومجتمعهم، فتنهض به أمتهم.

د- أن يكون صادقا فيما يدعو إليه، وعلامة الصدق أن يطبقه على نفسه، فإذا طابق علمه عمله اتبعه الطلاب، وقلدوه في كل من أقواله وأفعاله، أما إذا خالف عمله لما يدعو إليه، فإن طلابه يشعرون بعدم عزمه على تحقيق ما يقول، أو بعدم إيمانه بما يقول، أو بعدم جدية أقواله.

وقد عاتب الله المؤمنين على عدم صدقهم فيما يقولون بقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٦١/ ٢-٣] .

وعدم صدق المربي، قد يعلم الرياء للطلاب، بدون أن يشعر بذلك؛ لأن الطلاب وخاصة الناشئين منهم يتأثرون بسلوك معلمهم كما يتأثرون بكلامه، فهو قدوتهم في كل ما يقول ويعمل.

فهو بعدم الصدق قد يسيء إلى النفوس طلابه، وينحط بها بدلًا من أن يزكيها وينهض بأخلاقهم.

هـ- أن يكون دائم التزويد بالعلم والدراسة له، وقد رأينا كيف أمر الله أتباع

<<  <   >  >>