هـ- وظيفة تنسيق الجهود التربوية المختلفة وتصحيحها:
يساهم في تربية الجيل عوامل عديدة، منها المنزل وقد شرحنا دوره، ومنها المجتمع وسيأتي شرحه، ومنها وسائل الإعلام، والمسجد، والحي؛ على أن هذه العوامل والمؤسسات قد تترك في نفس الناشئ بعض النشاز، والتعارض بين الأفكار، والعواطف أو بعض الأخطاء، وإن لم تكن صادرة عن أهداف وأسس واحدة، فمبالغات بعض الصحف وتخير بعض محطات الإذاعة في أخبارها، وميوعة الأغاني التي تملأ الأسماع والأدمغة، وكثيرا من القلوب، كل ذلك وغيره لا يتناسب مع الأفكار التربوية السليمة، والمعلومات الصحيحة، التي تقدمها المدرسة، لذلك كان من واجب المدرسة إما أن تنسق جهود هذه المؤسسات بالتعاون العليم المباشر معها، في ظل الدولة الواحدة، وإما أن تعقد ندوات للطلاب خاصة بانتقاد كل ما يصر عن هذه المؤسسات، والمؤثرات التربوية، لنشر الآراء السليمة في منازلهم وبين ذويهم.
وهذا العمل إنما يؤدي إليه تحقيق أهداف التربية الإسلامية، وأسسها التعبدية والتشريعية١ بشكل عفوي، فالشريعة الإسلامية ضابط أخلاقي للمجتمع، والمدرسة أحق مؤسسة اجتماعية بأن تتولى هذا الضبط عن طريق التنسيق، والتصحيح كما رأينا.