إن أركان الإيمان في نظر الإسلام كل لا يتجزأ، وكل من كفر بواحد منها، أو بجزئية من لوازمها مما ثبت في القرآن صراحة أو في السنة، فقد حبط عمله ولا يقبل منه إيمانه بباقي الأركان.
ذلك؛ لأنها سلسلة مترابطة الحلقات؛ ولأن الإسلام كله بناء فكري متشابك الأجزاء، يتهدم أو يختل إذا انهدم أحد أركانه، في ذهن إنسان ما أو عند مجتمع منحرف عن حقيقة الإسلام، كبعض الفرق الضالة.
ولذلك يرى المتتبع لآيات القرآن التي تتحدث عن الإيمان، أن الحجر الأساسي لنظام الإسلام كله هو الإيمان، وبالتالي فإن التربية الإسلامية التي تعني بتنشئة الإنسان المسلم المنطبع بطابع الإسلام العامل بكل تعالميه، يجب أن تبنى على أساس الإيمان بكل أركان الدين إيمانا واضحا متميزا.
وكل تربية تهمل ركنا من أركان الإيمان تصبح تربية ناقصة شوهاء، لا فائدة منها، فالله تعالى إنما جعل القرآن كله هدى للذين يؤمنون بالغيب، كما أخبر في أول سورة البقرة، والغيب في القرآن يطلق على كل ما يجب الإيمان به مما غاب عن الحس، ومعنى ذلك أن من لا يؤمن بالغيب، لا يستطيع أن يهتدي بالقرآن، ولا يقبل الله منه إسلامه، وهذا من البداهة، إذ كيف يعمل بتعاليم القرآن من لا يؤمن بمن أنزل القرآن، وكيف يؤمن بالقرآن من لا يؤمن بالملائكة، وعلى رأسهم جبريل الذي تنزل بالقرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم كيف يتبع تعاليم القرآن من لا يؤمن بأن محمدا مكلف بتبليغها من الله، أمين على شرع الله، أي أنه رسول الله؟