تمتاظ نظرة الإسلام إلى الكون بأنها ليست نظرة عقلية محضة، ولكنها تعمل على تحريك عواطف الإنسان، وشعوره بعظمة الخالق، ويصغر الإنسان أمامه، وبضرورة الخضوع له، كل ذلك إلى جانب البراهين العقلية القاطعة على وحدانية الله، وألوهيته في هذا الكون وسائر الأكوان التي لا نراها.
١- فالكون كله مخلوق لله خلقه لهدف وغاية، وما كان اللعب والعبث باعثا على الخلق.
قال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[الدخان: ٤٤/ ٣٨-٣٩] .
ولهذه النظرة الإسلامية إلى الكون آثار تربوية منها:
- ارتباط المسلم بخالق الكون، وبالهدف الأسمى من الحياة، وهو عبادة الله.
- تربية الإنسان على الجدية، فالكون كله أقيم على أساس الحق، ووجد لهدف معين وإلى أجل مسمى عند الله، وليس العبث واللهو من شأنه تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}[الأنبياء: ٢١/ ١٦-١٧] .