بني هذا الأسلوب التربوي الإسلامي على ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعيم، والرفاهية وحسن البقاء، والرهبة من الألم والشقاء وسوء المصير.
ويشترك الحيوان مع الإنسان في أدنى درجاب هذه الرغبة والرهبة، فجميع الكائنات الحية تقريبا، تبتعد عما يؤذيها حال شعورها به، وتقبل على ما يلذها، ويحق استمرار الحياة لها أو لجنسها.
لكن الله ميز الإنسان -كما لاحظنا في بحثنا لأسس التربية الإسلامية- بالقدرة على التعلم والاعتبار، والتفكير لما بعد الفترة التي يعيشها، والعمل والتحضير للمستقبل والتمييز بين الضار والنافع، والاختيار بينهما، عاجلا حينا، وآجلا حينا آخر.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك أن الفتى تستيقظ عنده الرغبة الجامحة في الزواج منذ بلوغه الحلم، لكنه يؤجل ذلك إذ يجد نفسه عاجزا عن نفقات الحياة الزوجية، فيفضل لذة ومتعة مؤجلة، ولو كان التأجيل مديدًا، لكنها مكفولة الاستقرار بحسب ما يبدو له، على لذة عاجلة ينغصها الحرمان والنكد، أو خراب البيوت وسوء السمعة، أو نقمة المجتمع، إلخ ...
وهكذا يرغبه مجتمعه بزواج هانئ مستقر إن هو صبر، ونال الشهادات أو الخبرات أو القدرة على الكسب، وإعالة الزوجة وتأمين المسكن.
كما يرهبه المجتمع كالأبوين والأصدقاء والأقارب، من النتائج الوخيمة إن هو اقترف لذة غير مشروعة، أو تسرع في زواج غير مناسب ولا ملائم.
تعريف:
يمكننا باستقراء آيات القرآن أن نعرف الترغيب، والترهيب كما يلي:
الترغيب وعد يصحبه تحبيب وإغراء، بمصلحة أو لذة أو متعة آجلة، مؤكدة، خيرة، خالصة من الشوائب، مقابل القيام بعمل صالح، أو الامتناع عن لذة ضارة أو عمل سيئ ابتغاء مرضاة الله، وذلك رحمة من الله لعباده.