سادسًا: مميزات هدف التربية الإسلامية
ذلك؛ لأنه هدف رباني، والهدف الرباني لا يأتي إلا:
١- كاملًا يستمد كماله من الكمال الإلهي، فهو في كل المجالات، يبعدنا عن النقائص، ويوجهنا نحو الفضائل وخير الإنسانية أفرادا ومجتمعات.
٢- شاملا يكتنف الحياة من جميع جوانبها، والنفس الإنسانية من كل نواحيها.
٣- عاما لكل الناس فهو إنساني، وليس خاصا بمصالح أمة معينة، أو قوم بخصوصهم.
٤- صالحا للبقاء والخلود على مر الزمن، وهو يستمد خلود من أنه جاء من عند الله.
٥- موافقًا للفطرة الإنسانية، وفطرة الإنسان لا تتغير على مر الزمن، من حيث هو فرد، ومن حيث عضو في جماعة، ومن حيث هو بشر من دم ولحم، وله نوازعه وشهواته ودوافعه الغريزية، ومن حيث هو إنسان له عقله، وإرادته وقدرته على الخير والشر.
فهدف التربية الإسلامية يربي كل هذه النوازع والدوافع، والفطرة ويوجهها كلها نحو مثلها الأعلى، نحو عبادة الله الذي خلق الإنسان، وإليه مرجعه ومآله.
٦- وهو هدف خصب تتولد عنه الثمرات الطيبة وليس عقيما؛ لأنه لا يجافي الفطرة، ولا يصد طاقات الإنسان بل يحرضها على الإنتاج الخير، ويدفعها إليه دفعا، ويستوفي منها كل خير تستطيع تقديمه للفرد، والجماعة والإنسانية.
٧- وهو هدف واضح يفهمه ويعقله جميع البشر؛ لأنه مناسب للفطرة النفسية والعقلية، يعتمد على الإحساس والوعي، يقبله المربي والطالب جميعًا.
٨- وهو هدف يؤدي إلى التوازن والتوافق، وعدم التعارض بين جوانب الحياة والنفس، بل يوفق بينها جميعا في غاية واحدة مثمرة ذات فروع تضم هذه الجوانب كلها.
٩- وهو هدف واقعي ميسر التطيبق يؤثر في سلوك جميع الناس بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم.
١٠- وهو هدف مرن يستطيع مسايرة الظروف، والأحوال على اختلافها، كما أنه يساير الإنسان في مختلف العصور، والأقطار مهما تعددت سبل عيشه، وأساليب حياته من تجارة وزراعة وصناعة.
وهذه أهم شروط الهدف التربوي قد استوفتها غاية التربية الإسلامية، فكانت نواة لخصائص هذه التربية ومميزاتها، امتازت بها على التربيات الأخرى.