الشريعة الإسلامية أساس عظيم من أسس التربية الإسامية، فهي بمعناها القرآني الواسع بيان للعقيدة، وللعبادة، ولتنظيم الحياة، ولتحديد تنظيم جميع العلاقات الإنسانية.
١- فهي أساس فكري يشمل كل ما رأينا من التصورات الفكرية عن الكون والحياة والإنسان، إنها تشمل موقف الإسلام من الإنسان أو نظرته إليه، ونظرة الإسلام إلى الكون والوجود، وعلاقة المسلم بذلك كله.
وهي بهذا ترسم للمسلم صورة منطقية متكاملة ليتصور علاقته بالكون، وليعرف مبدأه، ومصيره وقيمته ومكانته، ووظيفته، وهدفه، وهي بهذا تصوغ عقل المسلم صياغة خاصة، تجعل قدرته على العطاء أعظم من طاقاته، وأمله أوسع من إمكانياته، مدى تفكيره أوسع من إحساساته.
٢- كما أنها تقدم للمسلم قواعد ونظما سلوكية تجعل حياته مثالا للدقة، والنظام والأمانة والخلق الرفيع، والمنهجية والوعي السليم، والتفكير في كل ما يعمل أو يريد عمله قبل الإقدام عليه، أي التصميم قبل التنفيذ، وهذا يربي عند المسلم عادة عظيمة ومفيدة، هي أن يفكر دائما قبل أن يعمل، وأن يكون هادفا ومتقنا، ومنتجا في كل ما يعمل.
٣- الشريعة تربي الإنسان على التفكير المنطقي عن طريق استنباط الأحكام غير أن أحكام الشريعة، كما جاءت في القرآن والسنة، بعمومها وشمولها، لم توضع لعلاج مواقف فردية، أو حالات جزئية بخصوصها، بل وضعت ليستفاد منها في كل العصور والأزمان، ولدى كل موقف يصادفه فرد، أو جماعة من بني الإنسان.