[ثالثا: نظرة الإسلام إلى الحياة]
تختلف التربية باختلاف نظرة المربين إلى الحياة، من تفاؤل إلى تشاؤم إلى الشعور بالمسئولية، لذلك لا بد من توضيح أهمية الحياة، ودورها في الإسلام.
مبدأ الحياة وكيف جعلها الله دار اختيار وامتحان:
إن الإسلام قد نظر إلى الحياة نظرة جدية ملؤها الشعور بالمسئولية، وتوجيه الدوافع، وعندما عرضنا نظرة الإسلام إلى الإنسان رأينا أن للحياة مبدأين، أولهما عندما خلق الله آدم من طين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة أن تسجد له: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: ١٥/ ٣٠-٣١] .
ومنذ مبدأ الحياة البشرية الأول ميز الله هذا الجنس عن الملائكة، وسائر المخلوقات بميزتين:
الميزة الأولى: العلم والعقل، والإرادة والاختيار، والتمييز بين الخير والشر.
والميزة الثانية: أنه مخلوق من طين ثم من دم ولحم، وأنه تبعا لذلك مجبول على الشهوات والدوافع الغريزية، وما يتفرع عنها من الجهل وسفك الدماء، والإفساد والخسران، والهلع، والجزع، والطمع.
{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا} [الأحزاب: ٣٣/ ٧٢] .
{وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: ١٠٣/ ١-٣] .
{قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: ٢/ ٣٠] .
{إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} [المعارج: ٧٠/ ١٩-٢٠] .
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: ١٠٠/ ٨] .
{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: ٨٩/ ٢٠] ، وفيه معنى غريزة الطمع وحب التملك.
{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: ٤/ ٢٨] وفيه معنى غريزة الانقياد.
{وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: ١٧/ ١١] وفيه إشارة إلى السرع وعدم الصبر.