للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حجة الوداع كان يقول للصحابة: "لتأخذوا عني مناسككم"، وكانت ترد عليه عشرات الأسئلة عن مناسك الحج فيعلم السائلين، كما رواه مسلم عن جابر١.

كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم سباقا للخيل، بين الصحابة٢.

وكان يسمع للأحباش أن يلعبوا بالحراب في مسجده ويشجعهم قائلا: "دونكم يا بني أرفده" ٣.

وقد سابق بنفسه السيدة عائشة جريا فسبقها أول مرة، قالت عائشة: "فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقني فسبقته" ٤.

وعندما اشترى أرضًا من بني النجار، وسواها ليبني عليها مسجدا في المدينة، كان الصحابة يرتجزون الأناشيد، وهم ينقلون اللبن والطين:

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجرة٥

وكانوا في بعض الغزوات ينشدون:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا٦

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

وكان الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبارون برمي السهام بعد صلاة المغرب، وكانت هذه عادة لهم على ما يبدو من صيغة الحديث٧.

إذا تأملنا هذه الأحاديث أمكننا أن نعتبر النشاط التربوي على شكلين أساسيين:


١ هذا لفظ مسلم: "لتأخذوا"، وعند غيره بلفظ: "خذوا": "حجة النبي صلى الله
عليه وسلم" تأليف محمد ناصر الدين الألباني ص٤٦ لجنة الشباب المسلم القاهرة ١٣٧٢هـ.
٢ صحيح البخاري كتاب الصلاة "باب جواز أن يقال: مسجد بني فلان" ج١.
٣ صحيح مسلم ج٣ كتاب العيدين.
٤ زاد المعاد لابن قيم الجوزية.
٥ البخاري ج١ كتاب الصلاة باب استقبال القبلة.
٦ سيرة ابن هشام.
٧ وقد أوردنا الحديث بتمامه، في الفصل الرابع ص١١٧-١١٨ "التربية الإسلامية والنمو الجسمي".

<<  <   >  >>