انتشر هذا الحوار في كثير من القصص القرآن، والحوار القصصي ذو أثر فكري رائع بالإضافة إلى أثره الوجداني العاطفي، وذلك للأسباب التالية:
*- يعتمد تأثير الحوار القصصي على الإيحاء، شأنه في ذلك شأن الحوارين السابقين، فهو يوحي إلى القارئ بطريق غير مباشر أن يكره حجج الكافرين وأحوالهم، وخاصة عندما يرى مصيرهم في آخر القصة.
*- وهو كسابقيه، يربي العواطف الربانية في النفس، كالحب في الله، والرغبة في الدعوة إلى الله، والحماسة لأنبياء الله.
*- ويمتاز عن سابقيه، بأنه يعرض حجج الأنبياء عرضا فكريا ربانيا، وتدحض فيه حجج الظالمين الماديين، ويبين لنا منطقهم المتهافت.
فقوم شعيب لم يبقوا عليه حياته، إلا خوفا من "رهطه"، وشعيب ما كان ينصحهم إلا خوفا من الله ورغبة في إرضائه، فانظر ما أبعد الشقة بينهما؟!
*- ويمتاز بذكر نتيجة القصة، ومصير كل من الظالمين والمؤمنين، وتصويره تصويرا مرتبطا بالحوار وبمراحل القصة ارتباطا وثيقا، وذلك بعد ترقب وتلهف يشد القارئ والسامع إلى تتبع الحوار، وتأمل معانيه، فهو يربي الفكر والتصور الرباني لأمور الحياة، ولروابط الحياة الاجتماعية، مع مقارنة ذلك بتصورات الظالمين المترفين، القائمة على القوة أو المنفعة العاجلة، أو الجاه أو المصالح الشخصية.
ويجب ألا يخلو تعليم أي نص قرآني فيه حوار قصصي، من استجواب المتعلم عن رأيه في الحوار أو موقفه منه، ونحو ذلك بقصد تربية مشاعره، وعواطفه الربانية وتفكيره الديني عن الحياة والعلاقات الاجتماعية، والتصور الفكري عن الإنسان ومهمته في الكون.