للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- المحافظة على النفس:

حرم الله قتل النفس بغير حق، وأنزل أشد العقوبة بمرتكب ذلك، قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: ١٧/ ٣٣] .

وقال: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: ٤/ ٩٣] .

وذكر الله قصة قتل أحد أبناء آدم لآخيه، وكانت أول حادثة قتل على الأرض، ثم عقب عليها بقوله: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: ٥/ ٣٢] .

وحرم الله الانتحار: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: ٤/ ٢٩] .

وفي بعض أبواب الحدود من الفقه الإسلامي أحكام القتل، والديات والقصاص، ودراستها تزرع في نفوس الناشئة احترام الأرواح، والنفوس، والبعد عن التفكير بالثأر أو الاعتداء، أو أي جريمة من هذا النوع، كما تزرع العدالة، وحب القصاص، وما ينتج عن ذلك.

٣- المحافظة على المال:

المال وديعة في أيدي العباد، قال تعالى: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: ٢٤/ ٣٣] استودعهم الله إياها، ليؤدوا زكاتها، وليثمروها بالطرق المشروعة دون ظلم، ولئلا يسرفوا فيها، ولا ينفقوها في المفاسد الخلقية، كالمعارف والخمور والزنا، ولا يجوز تبديد المال بوضعه بين أيدي السفهاء الذين لا يعرفون قيمته، ولا يحفظونه، قال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: ٤/ ٥] .

فاعتبر أموال اليتامى السفهاء ملكا للأمة، وفيها قوام شئون الأمة، وحياتها الاقتصادية، فلا يجوز السماح لهم بتبذيرها وتبديدها، فكيف بوضعها في أيدي الذي يحاربون بها الله ورسوله، والأمة الإسلامية؟

<<  <   >  >>