وقد ختم الله النبوة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده، لذلك امتازت رسالته بأنها أكمل الرسالات وأكثرها شمولًا، وكان الرسول من قبله يبعث إلى قومه خاصة، فأرسله الله رحمة للعالمين.
فالتربية التي وضع أسسها تربية عالمية، تناسب فطرة الإنسان أينما كان، وقد نقلت إلينا أخباره بالسند الصحيح، وحفظ الله سنته، فبين علماء الحديث ضعيف الأخبار وصحيحها.
ونسخ الله برسالته سائر الرسالات التي سبقته، وكان قد أمر جميع الأمم قبله أن يتبعوه إذا أدركوا رسالته.
٥- الإيمان باليوم الآخر:
إن النتيجة الطبيعية لنظرة الإسلام إلى الكون والحياة، هي الإيمان بالحياة الآخرة، فالدنيا كما أشرنا إلى ذلك، مرحلة مؤقته، والكون كله ما خلقه الله عبثًا، بل خلقه إلى أجل مكتوب عنده.
فإذا انتهى أجل الكون والإنسان، والحياة البشرية كلها، أفنى الله هذا الكون وأنهى الحياة القائمة عليها، وأهلك كل شيء فيه، ثم يخلق عالمًا آخر غير هذا العالم، له نظام ومقومات تختلف عن نظام هذا الكون، وحياة أبدية لا موت بعدها، ليقدر الله أعمال العباد، ويزنها بالقسطاس المستقيم:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}[الأعراف: ٧/ ٨-٩] .
ويومئذ لا يخفى شيء نوايا البشر وأعمالهم، حيث تشهد عليهم أيديهم