للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه, وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز, وافقهما الأعمش, وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز, وافقهما ابن محيصن, الثانية قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطوية ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز, وافقهم اليزيدي والحسن, الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء, فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز, ولأبي بكر وجهان أيضا: ترك الهمز مع إسكان الهاء, والهمز مع اختلاس ضمتها, ولابن وردان وجهان" ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها, وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة, وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة, وهو حاجز غير حصين, واعتراض أبي شامة رحمة الله تعالى على هذا الجواب متعقب.

واختلف في "بِكُلِّ سَاحِر" [الآية: ١١٢] هنا و [يونس الآية: ٧٩] فحمزة والكسائي وخلف بتشديد الحاء وألف بعدها١ فيهما على وزن فعال للمبالغة "وإمالة" الدوري عن الكسائي, والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة: لا خلاف في تشديد موضع الشعراء, ومر إمالة "جاء".

وقرأ "أئن" [الآية: ١١٣] بهمزة واحدة على الخبر٢ نافع وابن كثير وحفص وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام, وهم على أصولهم السابق تقريرها قريبا في أئنكم وتقدم إمالة "الناس" للدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء.

واختلف في "تلقف" [الآية: ١١٧] هنا وفي طه [الآية: ٦٩] و [الشعراء الآية: ٤٥] فحفص بسكون اللام وتخفيف القاف في الثلاثة من لقف كعلم يعلم, يقال لقفت الشيء أخذته بسرعة فأكلته وابتلعته, والباقون بفتح اللام وتشديد القاف٣ فيهن من تلقف, وتقدم تشديد تائه للبزي بخلفه "وغلظ" الأزرق لام "بطل" وصلا على الأصح واختلف عنه في الوقف كما مر "وأما ءامنتم" هنا وطه والشعراء, فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة, وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث وللأزرق فيها ثلاثة: البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفا, فقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة, ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم, حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر, فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك, بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرءونها.


١ أي: "سَحَّار". [أ] .
٢ أي: "إن....". [أ] .
٣ أي: "تَلَقَّف". [أ] .

<<  <   >  >>