واتفقوا على موضع النبأ أنه بالكسر مع ألف مناسبة لرءوس الآي بعده.
واختلف في "لا نُخْلِفُه" [الآية: ٥٨] فأبو جعفر بإسكان الفاء جزما على جواب الأمر, ويلزم من ذلك منع الصلة له, والباقون بالرفع على الصفة لموعد أو يلزم منه الصلة له منهم.
واختلف في "سوى" [الآية: ٥٨] فابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وحلف بضم السين والتنوين, وافقهم الأعمش, وأماله في الوقف أبو بكر من طرق المصريين والمغاربة قاطبة وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وبالتقليل والفتح أبو عمرو وأكثر النقلة عن أبي بكر على الفتح وصحح الوجهين عنه في النشر, وعن الحسن ضم السين بلا تنوين أجرى الوصل مجرى الوقف, ولا يقال منع صرفه للعدل كعمر؛ لأن ذلك في الأعلام, أما الصفات كحطم ولبد فمصروفة قاله في الدر كالبحر, والباقون بكسر السين مع التنوين وهما لغتان بمعنى واحد, وعن الحسن والمطوعي: "يوم الزينة" بنصب يوم أي: كائن يوم الزينة نحو السفر غدا, والجمهور على الرفع خبرا لموعدكم فإن جعل موعدكم زمانا لم يحتج إلى تقدير مضاف أي: زمان الوعد يوم الزينة, وإن جعل مصدرا فعلى حذف مضاف أي: وعدكم وعد يوم الزينة.
واختلف في "فَيُسْحِتَكُم" [الآية: ٦١] فحفص وحمزة والكسائي ورويس وخلف بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد وتميم, وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الياء والحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز.
وأمال خاب حمزة وهشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة والتجريد وغيرهما, وابن ذكوان من طريق الصوري.
واختلف في "إن هذين لساحران" [الآية: ٦٣] فنافع وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد إن وهذان بالألف, وتخفيف النون وافقهم الشنبوذي والحسن, وفيها أوجه: أحدها أن إن بمعنى نعم, وهذان مبتدأ ولساحران خبره, الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف, وجملة هذان لساحران خبرها, الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما, واختاره أبو حيان, وهو مذهب سيبويه, وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون, وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان, وافقه ابن محيصن وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية: معنى ولفظا وخطا, وذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت وهذان مبتدأ ولساحران الخبر واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين, وقرأ أبو عمرو إن بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون, وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى؛ لأن هذين اسم أن نصب بالياء, ولساحران خبرها ودخلت اللام للتأكيد, لكن استشكلت من حيث خط المصحف, وذلك أن هذين رسم بغير ألف ولا ياء ولا يرد بهذا على أبي عمرو, وكم جاء في الرسم