للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على قراءة أبي عمرو (١).

وتقول في الكلام من جاء؟ فتقول: زيد، ومن أكرمت؟ فتقول زيدا، وبمن مررت؟ فتقول: بزيد، فيذكرون الاسم الذي هو جواب من؛ ويحذفون المتصل به، لأنه قد ذكر في السؤال مرة، فيكرهون تكريره من غير فائدة بيان، لما في ذلك من التطويل والتكرير.

وأغرب من هذا ما قاله شخص لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧]، قال المعنى وما يعلم تأويل ((هو)) أي اسم ((هو)) الذي يقال فيه: ((هو، هو)) وصنف ابن عربي كتاب في ((الهو)) (٢). قال شيخ الإسلام: فقلت له. وأنا إذ ذاك صغير جداً ـ لو كان كما تقول: لكتبت في المصحف مفصولة (تأويل هو) ولم تكتب مفصولة، وهذا الكلام الذي قاله هذا معلوم الفساد بالإضطرار. وإنما كثير من غالطي المتصوفة لهم مثل هذه التأويلات الباطلة في الكتاب والسنة. وقد أودع الشيخ أبو


(١) قرأ أهل البصرة {سيقولون الله} برفع الهاء أي بإثبات ألف الوصل قبل اللام ورفع هاء الجلالتين فيهما وممن قرأ بهذه القراءة أبو عمرو وعبد الله بن مسعود والحسن والجحدري وابن وثاب ونصر بن عاصم وأبو الأشهب يعقوب، واليزيدي وقرأ الباقون (لله) بغير ألف وجر الهاء فيهما.
انظر: معجم القراءات القرآنية للدكتور أحمد مختار عمر، والدكتور عبد العال سالم مكرم (٣/ ٣٤١)، وكذا كتاب المستنير في القراءات العشر لأحمد بن علي البغدادي الحنفي ت ٤٩٦ هـ (ص ٦٩٥)، بتحقيق الدكتور أحمد طاهر أويس.
(٢) وذكره السيوطي في الحاوي (١/ ٣٢)، وكذا للحلاج كتاب باسم هو هو، ذكر ذلك الزركلي في الأعلام (٢/ ٢٦٠) ترجمة الحسين بن منصور الحلاج وقبله الذهبي كما في السير (١٤/ ٣٥٣).

<<  <   >  >>