عبد الرحمن السلمي ((حقائق التفسير)) من هذا قطعة، وإنما الغرض بيان حكم ذكر الاسم وحده من غير كلام تام وقد ظهر بالأدلة الشرعية أنه غير مستحب.
كذلك بالأدلة العقلية الذوقية (١)، فإن الاسم وحده لا يعطي إيمانا ولا كفرا، ولا هدى ولا ضلالا، ولا علما ولا جهلا، وقد يذكر الذاكر اسم نبي من الأنبياء، أو فرعون من الفراعنة، أو صنم من الأصنام، ولا يتعلق بمجرد اسمه حكم إلا أن يقرن به ما يدل على نفي أو إثبات، أو حب أو بغض، وقد يذكر الموجود والمعدوم.
(١) ولا تعجب أخي القارئ إذا وقفت على كلام لابن حجر الهيتمي وهو يقرر هذا الذوق الفاسد المخالف للفطرة السليمة والشرع الحنيف حيث يقول في فتاواه الحديثية: ((لا إله إلا الله أفضل عند أئمة الظاهر من ذكر الجلالة مطلقاً، وعند أهل الباطن الحال يختلف باختلاف أحوال السالك، فمن هو في ابتداء أمره ومقاساة شهود الأغيار وعدم انفكاكه عن التعلق بها وعن إراداته وشهواته وبقائه مع نفسه يحتاج إدمان الإثبات بعد النفي، حتى يستولي عليه سلطان الذكر وجواذب الحق المترتبة على ذلك، فإذا استولت عليه حتى أخرجته عن شهواته وحظوظه وجميع أغراض نفسه، صار بعيداً عن شهود الأغيار، واستولى عليه مراقبة الحق أو شهوده، فحينئذ يكون مستغرقاً في حقائق الجمع الأحدي، والشهود السرمدي الفردي، فالأنسب بحاله الإعراض عما يذكره بالأغيار، والاستغراق فيما يناسب حاله من ذكر الجلالة فقط، لأن ذلك فيه تمام لذته ودوام مسرته ونعمته ومنتهى أربه ومحبته، بل إذا وصل السلك لهذا المقام وأراد قهر نفسه إلى الرجوع إلى شهود غيره حتى ينفيه أو يتعلق به خاطره لا تطاوعه نفسه المطمئنة لما شاهدت من الحقائق الوهبية والمعارف الذوقية والعوارف اللدنية)). انتهى انظر: مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني للشيخ محمد الخضر الجكني ص ٢٩٠، وقد كفانا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مؤنة رد هذا الإفك.