للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيثور في قلبه حال وجد ومحبة لله بقوة نفرته وبغضه لما سمعه، وقد قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة أو يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان)) (١)، وفي رواية قال: ((الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)) (٢).

فالشيطان لما قذف في قلوبهم وسوسة مذمومة تحرك الإيمان الذي في قلوبهم بالكراهة لذلك والاستعظام له، فكان ذلك صريح الإيمان؛ ولا يقتضي ذلك أن يكون السبب الذي هو الوسوسة مأمورا به.

ففرق بين أن يكون نفس السبب موجبا للخير ومقتضيا، وبين أن لا يكون؛ وإنما نشأ الخير من المحل.

فثبت بما ذكرناه أن ذكر الاسم المجرد ليس مستحبا؛ فضلا عن أن يكون هو ذكر الخاصة.

ومن أسباب هذه الاعتقادات والأحوال الفاسدة الخروج عن الشرعة والمنهاج الذي بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم إلينا، فإن البدع هي مبادئ الكفر ومظان الكفر، كما أن السنن المشروعة هي مظاهر الإيمان ومقوية للإيمان (٣).


(١) رواه أحمد (٢/ ٤٤١)، ومسلم: الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها (١/ ١١٩ ح ٢٠٩) بنحوه، وأبو داود: الأدب، باب في رد الوسوسة حديث رقم ٥٠٨٩.
(٢) رواه الإمام أحمد (١/ ٢٣٥)، وأبو داود: الأدب، باب في رد الوسوسة ح ٥٠٩٠.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٠/ ٥٥٣ - ٥٦٧) بتصرف، وانظر: (١٠/ ٢٢٦ - ٢٣٣)، وانظر العبودية ص ٢٠١.

<<  <   >  >>