للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: ٩١] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حتى لا يبقى على الأرض من يقول: الله الله)) (١) أو كما قال، فليس من هذا الوادي، ولا من جملة الأذكار المأمور بها، بل هما في سياق آخر، والمراد بهما قول ((لا إله إلا الله)) على طريق الرمز والإيجاز، والإشارة إلى المحذوف المقدر، فتدبر.

ثم قال صاحب التطهير: "فإن قلت: إنه قد يتفق من هؤلاء الذين يلوكون الجلالة ويضيفون إليها أهل الخلاعة والبطالة خوارق عادات وأمور تظن كرامات، كطعن أنفسهم وحملهم لمثل الحنش، والحية، والعقرب، وأكلهم النار، ومسهم إياها بالأيدي، وتقلبهم فيها بالأجسام.

قلت: هذه أحوال شيطانية، وإنك لملبوس عليك إن ظننتها كرامات للأموات، أو حسنات للأحياء، لما هتف هذا الضال بأسمائهم جعلهم أندادا لله، وشركاء له في الخلق والأمر (٢).

وقد وجه سؤال للعلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهذا نصه:

السؤال: لنا جماعة هم أصحاب الطريقة التيجانية يجتمعون كل يوم جمعة ويوم الاثنين ويذكرون الله بهذا الذكر: لا إله إلا الله،


(١) أخرجه الترمذي (٢٢٠٨) في الفتن، باب ما جاء في أشراط الساعة من طريق محمد بن بشار عن ابن أبي عدي عن حميد عن أنس وأخرجه مسلم (١٤٨): الإيمان، باب ذهاب الإيمان آخر الزمان من طريق عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس ومن طريق عثمان عن حماد عن ثابت عن أنس. وجاء مفسرا عند أحمد (٣/ ١٦٢) حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله.
(٢) الدين الخالص (٣/ ٥٧٧ - ٥٧٨).

<<  <   >  >>