للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ ـ وهناك مسلك رابع يقول بتصويب كل واحد من القائلين للأقوال المتناقضة، كما يقوله من يقوله من أصحاب الوحدة، كابن عربي ونحوه الذي يقول بأن كل من اعتقد في الله عقيدة فهو مصيب فيها حتى قال:

عقد الخلائق في الإله عقائدا … وأنا أعتقد جميع ما عقدوه

فأصحاب وحدة الوجود يعطون أسماءه سبحانه لكل شيء في الوجود إذ كان وجود الأشياء عندهم هو عين وجوده ما ثمت فرق إلا بالإطلاق والتقييد (١).

وهذا منتهى قول طوائف المعطلة (٢).

وغاية ما عندهم في الإثبات قولهم هو وجود مطلق أي وجود خيالي في الذهن، أو وجود مقيد بالأمور السلبية، وقالوا لا نقول موجود ولا معدوم، أو قالوا: هو لا موجود ولا معدوم (٣).

حكم القول بنفي الأسماء:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((والتحقيق أن التجهم المحض وهو نفي الأسماء والصفات كما يحكى عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم، من نفي الأسماء الحسنى كفر بين مخالف لما علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم)) (٤).

القول الثاني: أن الله يسمى بالخالق القادر فقط.

وهذا القول منسوب كذلك للجهم بن صفوان.


(١) شرح القصيدة النونية للهراس (٢/ ١٢٦).
(٢) الصفدية (١/ ٩٨ - ٩٩).
(٣) الصفدية (١/ ١١٦ - ١١٧).
(٤) النبوات ص ١٩٨.

<<  <   >  >>