للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((كان الجهم وأمثاله يقولون: إن الله ليس بشيء؛ وروي عنه أنه قال: لا يسمى باسم يسمى به الخلق فلم يسمه إلا بالخالق القادر، لأنه كان جبريا يرى أن العبد لا قدرة له)) (١).

وقال أيضاً: ((ولهذا نقلوا عن جهم أنه لا يسمي الله بشيء، ونقلوا عنه أنه لا يسميه باسم من الأسماء التي يسمى بها الخلق، كالحي، والعالم، والسميع، والبصير، بل يسميه قادراً خالقاً، لأن العبد عنده ليس بقادر، إذ كان هو رأس الجهمية الجبرية)) (٢).

القول الثالث: إثبات الأسماء مجردة عن الصفات

وهذا قول المعتزلة فهم يجمعون على تسمية الله بالاسم ونفي الصفة عنه، يقول ابن المرتضى المعتزلي: ((فقد أجمعت المعتزلة على أن للعالم محدثاً قديماً قادراً عالماً حياً لا لمعان)) (٣).

ولهم في ذلك النفي مسلكان:

المسلك الأول: من جعل الأسماء كالأعلام المحضة المترادفة (٤)


(١) منهاج السنة (٢/ ٥٢٦ - ٥٢٧). وانظر: الأنساب للسمعاني (٢/ ١٣٣).
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ١٨٧)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٤٦٠).
(٣) كتاب ذكر المعتزلة من كتاب ((المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل)) لأحمد بن يحيى بن المرتضى ص ٦، ط: دار صادر، بيروت. شرح الأصول الخمسة ص ١٥١ للقاضي عبد الجبار، مقالات الإسلاميين ص ١٦٤ - ١٦٥.
(٤) المترادفة: أي اختلفت في ألفاظها واتحدت في مدلولاتها (فالرحمن والقدير والعزيز) اختلفت في ألفاظها واتحدت في دلالتها على مسمى الله.
(فأسماء الله الحسنى كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس له المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر. انظر: كتاب الإيمان لابن تيمية ص ١٧٥.

<<  <   >  >>