للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكلم به، وسمى نفسه بهذه الأسماء بمعنى أنه خلقها في غيره، لا بمعنى أنه نفسه تكلم بها كلام القائم به. فالقول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه.

وقد ذم السلف المعتزلة بقولهم هذا وغلَّظوا فيهم القول؛ لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله غير مخلوق، بل هو المتكلم به، وهو المسمِّي لنفسه بما فيه من الأسماء.

ولهذا يروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: ((إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة)) (١).

وقال الإمام أحمد: ((من قال أسماء الله تعالى مخلوقة فقد كفر)) (٢).

وأما بدعتهم الثالثة في أسماء الله فهي قولهم بأن أسماء الله غير توقيفية.

فقد نقل البغدادي عن المعتزلة البصرية أنهم أجازوا إطلاق الأسماء على الله بالقياس (٣).

وقال أبو الحسن الأشعري: ((واختلفت المعتزلة هل يجوز أن يسمي الباريء عالما من استدل على أنه عالم بظهور أفعاله عليه وإن لم يأته السمع من قبل الله سبحانه بأن يسميه بهذا الاسم أم لا على مقالتين:

فزعمت الفرقة الأولى منهم أنه جائز أن يسمي الله سبحانه


(١) مجموع الفتاوى (٦/ ١٨٥ - ١٨٧) باختصار.
(٢) لوامع الأنوار البهية (١/ ١١٩)، طبقات الحنابلة (٢/ ١٩٩).
(٣) الفرق بين الفرق ص ٣٣٧.

<<  <   >  >>