للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عالما قادرا حيا سميعا بصيرا من استدل على معنى ذلك أنه يليق بالله وإن لم يأت به رسول.

وزعمت الفرقة الثانية أنه لا يجوز أن يسمي الله سبحانه بهذه الأسماء من دله العقل على معناها إلا أن يأتيه بذلك رسول من قبل الله سبحانه يأمره بتسميته بهذه الأسماء)) (١).

- موافقة ابن حزم للمعتزلة في مسألة نفي معاني الأسماء:

هذا القول بإثبات الأسماء ونفي الصفات قال به أيضاً بعض متكلمة الظاهرية (٢) كابن حزم الذي قال: ((إن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة، وقال: لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا)) (٣).

وهذا القول لابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات هو بعينه مسلك المعتزلة في الصفات كما سبق وأن بيناه. ومثل هذه المقالات إنما هي في الحقيقة سفسطة في العقليات وقرمطة في السمعيات.

القول الرابع: إثبات الأسماء الحسنى مع إثبات معاني بعضها وتحريف معاني البعض الآخر، وهذا قول الكلابية والأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم.


(١) مقالات الإسلاميين ص ١٩٧.
(٢) إمام الظاهرية داود الظاهري وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث، ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلك المعتزلة ووافقوهم في مسائل الصفات وإن خالفوهم في القدر والوعيد. شرح الأصفهانية ص ٧٧ - ٧٨.
(٣) الفصل (٢/ ١٦١)، وشرح الأصفهانية ص ٧٦.

<<  <   >  >>