للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت العرب في الجاهلية يدعون معبوداتهم من الأوثان والأصنام آلهة وهي جمع إلاهة (١).

قال الله عز وجل: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} وهي أصنام عبدها قوم فرعون معه والله أصله إلاه على فِعَال بمعنى مفعول لأنه مَأْلوه أي معبود كقولنا إمام فِعَال بمعنى مفعول لأنه مؤتم به فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام (٢).

والمقرر في باب الاشتقاق أنه إذا ترددت الكلمة بين أصلين أو أكثر طلب الترجيح وله وجوه منها كون أحد الأصلين أشرف لأنه أحق بالوضع له والنفوس أذكر له وأقبل وقد مثلوا له بلفظ الجلالة فقالوا كدوران لفظ الجلالة الله فيمن اشتقها بين الاشتقاق من أله أو وله فيقال من أله أشرف وأقرب (٣).

وثمة مذاهب أخر أعرضت عن ذكرها حتى لا يطول البحث، فإن من العلماء من أعرض عن تفسير لفظ الجلالة كما فعل ابن دريد فقال:


(١) انظر: الصحاح (٦/ ٢٢٢٣)، ولسان العرب (١٣/ ٤٦٩).
(٢) وإسنادها ضعيف، والقراءة الصحيحة المعروفة {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} وأما هذه القراءة {وإلاهتك} فقد نقلها صاحب إتحاف البشر (ص ٢٢٩) عن ابن محيصن والحسن. ونقلها ابن خالويه في كتاب القراءات الشاذة (٤٥) عن علي وابن مسعود وابن عباس وذكرها أبو حيان في البحر (٤/ ٣٦٧) عن هؤلاء الثلاثة وأنس وجماعة غيرهم. وذكر ابن الجوزي في ((زاد المسير)) (٣/ ٢٤٤) أن من قرأ بهذه القراءة كذلك سعيد بن جبير ومجاهد وأبو العالية. انظر: ((تفسير ابن كثير)) (٣/ ٤٦٠).
(٣) المزهر في علوم اللغة (١/ ٣٤٩)، والعلم الخفاق من علم الاشتقاق لمحمد صديق حسن خان (ص ١٠٤).

<<  <   >  >>