للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((فأما اشتقاق اسم الله عز وجل فقد أقدم قوم على تفسيره ولا أحب أن أقول فيه شيئاً)) (١).

وذهب أبو عثمان المازني إلى أنه اسم موضوع هكذا لله وليس أصله إله ولا ولاه ولا لاه.

قال: والدليل على ذلك أني أرى لقولي الله فضل مزية على إله وأني أعقل به مالا أعقل بقوله إله.

وذكر قطرب وغيره من أصحاب العربية أن هذا الإسم لكثرة دوره في الكلام واستعماله قد كثرت فيه اللغات فمن العرب من يقول والله لا أفعل ومنهم من يقول لَاهِ لا أفعل ومنهم من يقول واللهْ بإسكان الهاء وترك تفخيم اللام ومنهم من يقول واه لا أفعل ذلك (٢)، إلى غير ذلك من الأقوال وقد أوصلها بعضهم إلى ثلاثين قولا (٣). وهو من الغرائب بل ومن المصائب التي وقعت في هذه الأمة، وإلى ذلك أشار العلَامة ابن قيم الجوزية بقوله:

ومن المصائب قول قائلهم بأنّ … الله أظْهَرُ لفظةٍ بلسانِ

وخلافهم فيه كثير ظاهر … عربي وضع ذاك أم سرياني (٤)

وكذا اختلافهم أمشتقاً يُرَى … أم جامدا قولان مشهوران

والأصل ماذا فيه خلف ثابت … عند النحاة وذاك ذو ألوان

هذا ولفظ الله أظهر لفظة … نطق اللسان بها مدى الأزمان


(١) الاشتقاق لابن دريد (ص ١١).
(٢) انظر: شرح أسماء الله للزجاجي (ص ٢٨).
(٣) أشار إلى ذلك الزبيدي في ((تاج العروس)) (٩/ ٣٧٤).
(٤) وممن قال ذلك أبو زيد البلخي حيث قال: قولنا الله ليس من الألفاظ العربية. انظر: لوامع البينات للرازي (ص ٧٩).

<<  <   >  >>