للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظر بحق الله ماذا في الذي … قالوه من لبس ومن بهتان

هل خالف العقلاء أن الله ربُّ … العالمين مدبِّرُ الأكوان

ما فيه إجمال ولا هو موهم … نقلَ المجاز ولاله وضعان

والخلف في أحوال ذاك اللفظ لا … في وضعه لم يختلف رجلان

وإذا همُ اختلفوا بلفظةِ مَكَّةٍ … فيه لهم قولان معروفان

أفبينهم خُلْفٌ بأن مرادهم … حَرَمُ الإله وقبلة البلدان

وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمدٍ … فيه لهم قولان مذكوران

أفبينهم خلف بأن مرادهم … منه رسول الله ذو البرهان

ونظير هذا ليس يُحْصَرُ كثرةً … يا قوم فاستحيوا من الرحمن (١)

إن أصحاب هذا القانون قالوا: أظهر الألفاظ لفظ الله وقد اختلف الناس فيه أعظم اختلاف، هل هو مشتق أم لا؟ وهل هو من مشتق من التأله أو من الوله أو من لاه إذا احتجب (٢)، وكذلك اسم الصلاة (٣) وفيه من الاختلاف ما فيه، هل هو مشتق من الدعاء أو


(١) الكافية الشافية (ص ١٩٩)، وانظر: توضيح المقاصد وتصحيح القواعد لابن عيسى (٢/ ١٠٩).
(٢) قلتُ جمعها الناظم وهو محمد سيدِ بن أبتِ اليعقوبي الشنقيطي بقوله:
الله مشتق وقيل مرتجل وهو أعرف المعرفات جل
أَلَهَ أي عبد أو من الأَلَه وهو اعتماد الخلق أو من الوله
أو المحجَّب عن العيان من لاهت العروس في البنيان
أو أَلِه الحيران من قول العرب أو من أَلِهْتُ أي سكنت للأرب
(٣) قال في مطالع المسرات: الصلاة أصلها الإنحناء والانعطاف مأخوذة من الصّلوين وهما عرقان في الظهر، ينحنيان في الركوع والسجود. قال النووي: ((قيل في اشتقاقها أقوال كثيرة، أكثرها باطل)). انتهى وذكر عياض في الشبهات أقوالاً وحاصلها ما قاله الناظم لها في قوله:
من الصّلا الصّلاة والتصليةُ أو المصلي والصّلا والصلةُ
انظر: مشتهى الخارف الجاني للشيخ محمد الخضر الجكني ص ٣٨٠.

<<  <   >  >>