للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما فعله ابن حزم (١).

الدليل الثالث: ومن الأدلة على تفاوت أسماء الله في الفضل: حديث: (وأسالك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندكأ (٢)، وفي الموطأ عن كعب الأحبار في دعائه: ( … وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم» (٣).

ففي هذا دلالة على تفاوتها وعلى اختصاص كل منها بخصيصة.

ثم أن كل دليل من كتاب وسنة دل على تفاضل صفات الله التي تدل عليها أسماؤه، هو دليل على تفاضل تلك الأسماء، لتفاضل دلالتها، لأن الاسم يراد لمعناه لا لحروفه.

الدليل الرابع: وجوه تفاضل أسماء الله:

الناظر في أسماء الله يجد أنها تتفاوت من وجوه عدة يظهر بها تفاضلها، فمن ذلك:

أن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفرداً ومقترناً بغيره، وهو غالب الأسماء، كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم، وهذا پسوغ أن يدعا به مفرداً ومقترناً بغيره، فتقول: يا عزيز، يا حليم، يا


(١) انظر المحلى ١/ ٣٠، والدرة ٢٤٢.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٩١ - ٤٥٢، وابن أبي شيبة ١٠/ ٥٣، وأبو يعلى ٥/ ٣٥، والطبراني في الكبير ١٠/ ٢١٩، وصححه ابن حبان - الإحسان ٢/ ١٦٠ والحاكم ١/ ٥٠٩، وضعفه الدارقطني في العلل ٥/ ٢٠١. وانظر السلسلة الصحيحة ح ١٩٨.
(٣) الموطأ ٩٥٣

<<  <   >  >>