للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النار حتى تناهيا في ذلك حتى إنه يقبس منهما (١)، وكذا العظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال، وكذلك الصمد، قال ابن عباس أرضي الله عنهما: «الصمد، السيد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمه، وهو الذي قد كمل في أنواع

الشرف والسؤدد (٢)، فهذا وجه من وجوه تفاوت أسماء الله، وهو دال على تفاضلها فليس الاسم المتضمن الصفات عديدة كالدال على صفة واحدة.

ومن ذلك:

أن من الأسماء ما يتضمن سلب صفة نقص عن الله، وهي الصفة المقابلة للصفة التي يثبتها الاسم، كالبصير مثلا فيها سلب صفة نقص عن الله وهي العمي سبحانه وتعالى وتنزه وتقدس.

ومنها ما يرجع إلى التنزيه المحض من كل نقص وعيب جملة وتفصيلا فيكون متضمنا للكمال المحض كالقدوس والسلام، وهو وجه قريب من سابقه.

ومن ذلك:

أن من أسمائه سبحانه ما يدل على صفة بعينها، ومنها ما يدل


(١) انظر: تهذيب اللغة ٩٨٢١٠، والصحاح ٢/ ٥٣٦، ومعجم مقاييس اللغة ٥/ ٢٩٧.
(٢) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص: ٧٨، وغيره، انظر الدر المنثور ٦/ ٤١٥.

<<  <   >  >>