للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقدت رشائي برشاء رعائك فسقيت إبلي، وأخذت ذلك الماء في بطونها، فقال له الحارث: إن في هذا لجواراً (١) ثم اتى النعمان فقال: أبيت اللعن، إنك أخذت إبل جاري وأهله وولده، فقال النعمان: أفلا تشدما وهي من أديمك أول - يعني قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر وهو جار للأسود بن المنذر (٢) بن ماء السماء أخي النعمان.

ثم إن النعمان أوعد الحارث وعيداً شديداً فقال له الحارث: هل تعدون الحيلة الى نفسي (٣) ، فأرسلها مثلاً، أي هل تريد بحيلتك أن تقتلني، هذا غايتك، يريد هل يكون شيء بعد الموت. ثم انصرف تدبر النعمان كلمته فندم على تركه، ثم طلبه فلم يجده.

وكانت سلمى (٤) بنت ظالم أخت الحارث تحت سنان بن أبي حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرة، وكان النعمان قد دفع الى سنان ابن أبي حارثة ابناً له يكون عنده، فجاء الحارث إلى أخنه فقال: إن سناناً يقول لك: زيني ابن النعمان حتى آتي به أباه لعله يصنع إلينا خيراً، ففعلت، فانطلق به الحارث فضرب عنقه، ثم هرب فلحق بمكة، وكان رد على ابن ديهث بعض ما أخذ منه، فقال الحارث بن ظالم:

قفا فاسمعا اخبركما إذ سألتما ... محارب مولاه وثكلان نادم مولاه: ابن عمه، أي إنا نحارب ابن عمي سنان بن أبي حارثة الذي كان عنده ابن النعمان.


(١) العسكري: جوار ورب الكعبة.
(٢) حديث الحارث بن ظالم مع الأسود بن المنذر تجده في كتب الأمثال عند المثل " است البائن أعلم " وقتله لخالد بن جعفر ورد في الأغاني ١١: ٨٩.
(٣) جمهرة العسكري ٢: ٣٦٦.
(٤) انظر القصة والشعر المتصل بها في الأغاني ١١: ٩٦، ١٠٢ - ١٠٣.

<<  <   >  >>