للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقيط إليهم فدفعهم إلى المنذر، فلما أصبح لامه أصحابه فقال لقيط في المنذر (١) :

إنك لو غطيت أرجاء هوةٍ ... مغمسة لا يستبان ترابها أرجاء البئر: نواحيها، والهوة: البئر، مغمسة: خفية مظلمة.

بثوبك في الظلماء ثم دعوتني ... لجئت إليها سادراً لا أهابها

وأصبحت موجوداً علي ملوماً ... كأن نضيت على حائض لي ثيابها قوله: يطلبهم إلى لقيط يقال أطلبني حاجتي أي أسعفني على طلبها، واحلبني أي أعني على الحلب، وألمسني حاجتي أي التمس معي، وقوله: نضيت يقال نضا الرجل ثوبه إذا نزعه، قال امرؤ القيس بن حجر الكندي (٢) :

تقول وقد نضت لنومٍ ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل وأرسل المنذر إلى الغلمة وقد مات ضمرة، وكان ضمرة صديقاً له، فلما دخل عليه الغلمة وكان يسمع بشقة ويعجبه ما يبلغه عنه، فلما رآه المنذر قال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه (٣) فأرسلها مثلا - قال الكسائي: الطوسي يشدد الدال ويقول المعدي ينسبه إلى معد - قال له شقة: أسعدك إلهك إن القوم ليسوا بجزر - يعني الشاء - إنما يعيش المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه، والجزر: جمع جزرة وهي الشاة، فاعجب الملك كلامه وسره كل ما رأى منه فسماه ضمرة باسم أبيه، فهو ضمرة بن ضمرة، وذهب قوله إنما يعيش الرجل بأصغريه (٤) مثلاً.


(١) الأبيات في الفاخر والميداني والزاهر.
(٢) من معلقته، انظر ديوانه: ١٤ وروايته: فجئت وقد نضت ...
(٣) المثل في فصل المقال: ١٣٥ والميداني ١: ٨٦ وجمهرة العسكري ١: ٢٦٦ وجمهرة ابن دريد ٢: ٢٨٣ والفاخر: ٥٣ والشعر والشعراء: ٥٣٢ وقال أبو عبيد كان الكسائي يدخل فيه " أن " وفي الزاهر ٢: ٢٤٧ لأن تسمع (وروايته عن المفضل) والبيان والتبيين ١: ١٧١، ٢٣٧ والعقد ٣: ٩٣ والوسيط: ٨٣ والخزانة ١: ١٥١ والعبدري: ٢١٨.
(٤) انظر المصادر السابقة.

<<  <   >  >>