للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم السليك: ألا أغنيكم؟ فقالوا: بلى، فتغنى بأعلى صوته فقال (١) :

يا صاحبي إلا لا حي بالوادي ... إلا عبيد وأم بين اذواد آم: جمع أمة العشر، ثم إماء لما بعد العشر.

أتنظرن قليلاً ريث غفلتهم ... أم تعدوان فإن الريح للعادي (٢) فلما سمعا ذلك أتيا السليك فاطردوا الإبل فذهبوا بها فلم يبلغ الصريخ إلى الحي حتى مضوا بما معهم.

وزعموا أن السليك خرج ومعه عمرو وعاصم ابنا سري بن الحارث بن امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم يريد أن يغير في أناس من أصحابه، فمر على بني شيبان في ربيع والناس مخصبون في عشية فيها ضباب ومطر، فإذا هو ببيت قد انفرد من البيوت عظيم، وقد أمسى، فقال لأصحابه: كونوا بمكان كذا وكذا حتى آتي أهل هذا البيت فلعلي أصيب لكم خيراً أو آتيكم بطعام، فقالوا فافعل، فانطلق وقد أمسى وجن عليه الليل، فإذا البيت بيت يزيد بن رويم الشيباني، وهو جد حوشب بن يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وإذا الشيخ وامرأته بفناء البيت، فأتى السليك البيت من مؤخره فدخله، فلم يلبث أن أراح ابن له ابله، فلما أن أراحها غضب الشيخ وقال لابنه: هلا كنت عشيتها ساعة من الليل؟! فقال ابنه: إنها أبت العشاء، فقال: العاشية تهيج الآبية (٣) فأرسلها مثلاً.

العاشية: التي تتعشى، تهيج آبي العشاء فيتعشى معها.

ثم غضب الشيخ فنفض ثوبه (٤) في وجوهها إلى مرتعها وتبعها


(١) انظر المصادر السابقة، والزاهر ٢: ٢٨٣ واللسان (أما) .
(٢) الريح: القوة والغلبة.
(٣) المثل في فصل المقال: ٥١٦ والميداني ١:٣٠٧ وجمهرة العسكري ٢: ٥٧ وجمهرة ابن دريد ٣: ١٥٩ والفاخر: ١٣١ (نقلاً عن المفضل) والمستقصى: ١٣٣ والحيوان ٥: ٢١٢ والزاهر٢: ٢٣٢ (عن المفضل) .
(٤) الفاخر: ونفض يده.

<<  <   >  >>