للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأسلمي، فأتى بعد أن عرف مذاهبهم، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصدهم. واستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية ابن خلف دروعاً، قيل: مائة درعن وقيل: أربعمائة درع.

وخرج في اثني عشر ألف مسلم، منهم عشرة آلاف صحبوه من المدينة، وألفان من مسلمة الفتح.

واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، ومضى عليه السلام. وفي جملة من اتبعه: عباس بن مرداس في بني سليم، والضحاك بن سفيان الكلابي، وجموع من بني عبس وذبيان.

وفي مخرجه هذا رأى جهال الأعراب شجرة خضراء، وكان لهم في الجاهلية شجرة معروفة في مكان معروف تسمى: ذات أنواط (١) ، يخرج إليه الكفار يوماً معروفاً في العام يعظمونها، فتصايح جهال الأعراب: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال: قلتم، والذي نفس محمد بيده، كما قال موسى: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون} (٢) ، إنه السنن، لتركبن سنن من كان قبلكم.

ثم نهض، فلما أتى وادي حنين، وهو واد (٣) حدور من أودية


(١) ذات أنواط: شجرة بعينها كان المشركون ينوطون بها سلاحهم: أي يعلقونه بها، ويعكفون حولها.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٣٨.
(٣) في الأصل: وادي؛ وهو صحيح أيضاً، فقد كانوا يثبتون الياء في مثل هذا، أو يحذفونها؛ انظر التعليق رقم: ٢ ص: ١٢٢ من هذا الكتاب. والجذور: المكان الذي ينحدر منه.

<<  <   >  >>