عشق الناس يكون في القلب وفي الكبد وفي الأحشاء، وعشقك أنت ليس يجاوز معدتك.
وقال أبو الأصبغ: ألحّ أبو القماقم على قوم عند الخطبة إليهم، يسأل عن مال المرأة ويحصيه. ويسأل عنه. فقالوا: قد أخبرناك بمالها، فأنت أيّ شيء مالك؟ قال: وما سؤالكم عن مالي؟ الذي لها يكفيني ويكفيها.
سمعت شيخا من مشايخ الأبلّة «١» يزعم أنّ فقراء أهل البصرة أفضل من فقراء أهل الأبلّة. قلت: بأيّ شيء فضّلتهم؟ قال: هم أشدّ تعظيما للأغنياء وأعرف بالواجب.
بين رجلين ابليّين
ووقع بين رجلين أبليّين كلام. فأسمع أحدهما صاحبه كلاما غليظا، فردّ عليه مثل كلامه. فرأيتهم قد أنكروا ذلك إنكارا شديدا، ولم أر لذلك سببا. فقلت: لم أنكرتم أن يقول له مثل ما قال؟ قالوا: لأنه أكثر منه مالا. وإذا جوّزنا هذا له، جوزّنا لفقرائنا أن يكافئوا أغنياءنا، ففي هذا الفساد كله.
وقال حمدان بن صباح: كيف صار رياح «٢» يسمعني ولا أسمعه؟ أفهو أكثر مالا مني؟ ثم سكت.
قال: ويكون الزائر من أهل البصرة عند الأبليّ مقيما مطمئنا، فإذا جاء المدّ قالوا:«ما رأينا مدّا قط ارتفع ارتفاعه، وما أطيب السير في المدّ، والسير في المد إلى البصرة أطيب من السير في الجزر الى الأبلّة» .
فلا يزالون به حتّى يرى أنّ من الرأي أن يغتنم ذلك المد بعينه.