رأيت صاحب سقط «١» قد اعتقد «٢» مائة جريب «٣» في أرض العرب؛ ولربما رأيته يبيع الفلفل بقيراط، والحمّص بقيراط فأعلم أنه لم يربح في ذلك الفلفل إلا الحبّة والحبّتين، من خشب الفلفل، فلم يزل يجمع من الصغار الكبار، حتى اجتمع ما اشترى به مائة جريب» .
[ماء النخالة]
: ثم قال: «اشتكيت أياما صدري، من سعال كان أصابني. فأمرني قوم بالفانيذ «٤» السكري، وأشار عليّ آخرون بالخزيرة «٥» تتخذّ من النشاشتج «٦» والسكر، ودهن اللوز، وأشباه ذلك. فاستثقلت المؤونة، وكرهت الكلفة، ورجوت العافية. فبينا أنا أدافع الأيام، إذ قال لي بعض الموفقين:«عليك بماء النخالة، فأحسسه»
حارا» . فحسوت فإذا هو طيّب جدا، وإذا هو يعصم «٨» جدا فما جعت ولا اشتهيت الغداة في ذلك اليوم الى الظهر. ثم ما فرغت من غدائي وغسل يدي حتى قاربت العصر. فلما قرب وقت غدائي من وقت عشائي، طويت العشاء وعرفت قصدي» .
فقلت للعجوز: «لم لا تطبخين لعيالنا في كل غداة نخالة؟ فإن ماءها جلاء للصدر وقوتها غذاء وعصمة، ثم تجففين، بعد، النخالة، فتعود كما كانت، فتبيعينه إذا اجتمع بمثل الثمن الأول، ونكون قد ربحنا