بالبخل على الطعام. فتكلم يوما، فما زال يدخل كلاما في كلام، حتى أدخل الإعتذار من ذلك في عرض كلامه. فكان مما احتجّ به، في شدة رؤية الإكيل عليه، وفي نفوره منه، أن قال: نظر خالد المهزول في الجاهلية، يوما، إلى ناس يأكلون، وإلى إبل تجترّ، فقال لأصحابه:
أتروني إذا أكلت بمثل هذه العين التي أرى بها الناس والإبل؟ قالوا:
نعم. فحلف بإلهه ألّا يأكل بقلا، وأن مات هزلا. فكان يغتذي اللبن، ويصيب من الشراب. فأضمره ذلك وأيبسه. فلما دق جسمه، واشتد هزاله، سمّي: المهزول.
ثم قال خالد: هأنذا مبتلى بالمضغ، ومحمول على تحريك اللحيين، ومضطر الى مناسبة البهائم، ومحتمل ما في ذلك من السخف والعجز. ما بالي احتملته فيمن لي منه بدّ، ولي عنده مذهب. ليأكل كل امريء في منزله، وفي موضع أمنه وأنسه، ودون ستره وبابه.
هذا ما بلغنا عن خالد بن عبد الله القسري «١» واحتجاجه.
فأما خالد المهزول فهو أحد الخالدين، وهما سيّدا بني أسد، وفيه، وفي خالد بن نضلة «٢» ، يقول الأسود بن يعفر:
وقبلك مات الخالدان كلاهما: ... عميد بني حجوان، وابن المضلّل
[قصة الحارثي:]
وقيل للحارثي بالأمس: والله إنك لتصنع الطعام فتجيده، وتعظم