و «القطّاع» ، الذي يعضّ على اللقمة، فيقطع نصفها، ثم يغمس النصف الآخر في الصباغ.
و «النهّاش» ، هو معروف، وهو الذي ينهش، كما ينهش السبع.
و «المداد» ، الذي ربما عض على العصبة «١» التي لم تنضج، وهو يمدها بفيه، ويده توترها له. فربما قطعها بنترة، فيكون لها انتضاح على ثوب المؤاكل. وهو الذي إذا أكل مع أصحابه الرطب، أو التمر، أو الهريسة، أو الأرزة، فأتى على ما بين يديه، مد ما بين أيديهم إليه.
و «الدفّاع» ، الذي إذا وقع في القصعة عظم، فصار مما يليه، نحاه بلقمة من الخبز، حتى تصير مكانه قطعة من لحم. وهو في ذلك كأنه يطلب بلقمته تشريب المرق، دون إراغة اللحم.
و «المحوّل» ، هو الذي إذا رأى كثرة النوى بين يديه، احتال له حتى يخلطه بنوى صاحبه. وأما ما ذكره من الضيف والضيفن، فإن الضيفن ضيف الضيف. وأنشد أبو زيد:
إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن فأودى بما يقرى الضيوف الضيافن.
يقول: الأكيل لا يكون إلا يكون إلا بمالعاينة، وقد يكون الضيف (وإن كان معه الضيفن) لا يؤاكل من أضافه. يقول: فأكل الكثير من حيث لا أراه، أهون عليّ.
[الطفيلي]
وأما قوله:«الواغل «٢» أهون عليّ من الراشن «٣» » فإنه يزعم أن