والله ما أدري أصادق هو أم كاذب. وهاهنا واحدة، وهي لكم دوني، ولا بدّ من أن أحتمل لكم، إذ لم تحتملوا لي: والله ما مشيتم معه إلا وأنتم توجبون حقه وتوجبون رفده «١» . لو كنت أوجب له مثل ما توجبون، لقد كنت أغنيته عنكم. وأنا لا أعرفه ولا يضربني بحق «٢» ، فهلمّوا نتوزع هذه الفضلة بيننا بالسويّة. هذا حسن ممّن احتمل حقا لا يجب عليه، في رضى من يجب ذلك عليه» .
فقاموا ولم يعودوا؛ فخرج إليه التاجر من حقه، وأيس «٣» مما قبله.
[حديث جعفر عن أبي عيينة:]
حدّثني جعفر ابن أخت واصل، قال:
قلت لأبي عيينة «٤» : قد أحسن الذي سأل إمرأته عن اللحم، فقالت أكله السنّور «٥» ، فوزن السنور، ثم قال:«هذا اللحم فأين السنّور» ؟
قال:«كأنك تعرّض بي» . قال؛ قلت:«إنك والله أهل ذلك. شيخ قد قارب المائة، وغلته فاضلة «٦» ، وعياله قليل، ويعطي الأموال على مذاكرة العلم، والعلم لذّته وصناعته، ثم يرقى إلى جوف منزله. وأنت رجل لك في البستان، ورجل في أصحاب الفسيل «٧» ، ورجل في السوق،