للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعتلف، فصاح بغلامه: «يا ابن أمّ بعه وإلا فهبه وإلا فردّه وإلا فاذبحه. أنام ولا ينام؟ يذهب بحرّ مالي؟ ما أراد إلا استئصالي» .

[حديث أبي الحسن المدائني]

قال أبو الحسن المدائني: كان بالمدائن «١» تمار «٢» ، وكان غلامه إذا دخل الحانوت يحتال فربما احتبس «٣» فاتهمه بأكل التمر. فسأله يوما فأنكر، فدعا بقطنة بيضاء، ثم قال: «امضغها» فمضغها، فلما أخرجها وجد فيها حلاوة وصفرة. قال: «هذا دأبك «٤» كلّ يوم، وأنا لا أعلم؟

أخرج من داري» .

وكان عندنا رجل من بني أسد، إذا صعد ابن الأكّار الى نخلة له، ليلقط له رطبا، ملأ فاه ماء. فسخروا به، وقالوا له: «إنه يشربه ويأكل شيئا على النخلة، فإذا أردا أن ينزل بال في يده، ثم أمسكه فيه» .

والرطب أهون على أولاد الأكرة، وعلى أولاد غير الأكرة من أن يحتمل فيه أحد شطر هذا المكروه ولا بعضه. قال: فكان بعدها يملأ فاه من ماء أصفر أو أخضر، لكيلا يقدر على مثله في رؤوس النخل.

[حديث المصري]

وحدّثني المصري وكان جار الدار دريشي، وماله لا يحصى، قال:

فانتهر سائلا ذات يوم وأنا عنده، ثم وقف آخر فانتهره، إلا أن ذلك بغيظ وحنق «٥» . قال: فأقبلت عليه فقلت له: «ما أبغض إليك

<<  <   >  >>