العصمة «١» ، ومن الحور بعد الكور «٢» . لو كان هذا في الحداثة «٣» كان أهون.
هذا الدوشاب «٤» دسيس من الحرفة، وكيد من الشيطان، وخدعة من الحسود. وهو الحلاوة التي تعقب المرارة. ما أخوفني أن يكون أبو سليمان قد ملّ منادمتي، فهو يحتال لي الحيل.
وكنّا مرّة موضع حشمة، وفي جماعة كثيرة، والقوم سكوت، والمجلس كبير. وهو بعيد المكان مني. فأقبل عليّ المكّي وقال، والقوم يسمعون: يا أبا عثمان من أبخل أصحابنا؟ قلت: أبو الهذيل. قال: ثمّ من؟ قلت: صاحب لنا لا أسمّيه. قال الحزاميّ من بعيد: إنما يعنيني.
ثم قال: حسدتم للمقتصدين تدبيرهم، ونماء أموالهم «٥» ، ودوام نعمتهم، فالتمستم تهجينهم «٦» بهذا اللقب، وأدخلتم المكر عليهم بهذا النبّز «٧» . تظلمون المتلف لماله باسم الجود، إدارة له عن شيئه، وتظلمون المصلح لماله باسم البخل، حسدا منكم لنعمته، فلا المفسد ينجو، ولا المصلح يسلم.
[حديث خالد عبد الله القسري:]
قال أبو عبيدة: بلغ خالد بن عبد الله القسري أن الناس يرمونه