غير لذة «١» . وهل يزيد حال من أنفق جميع ماله، ورأى المكروه في عياله، وظهر فقره وشمت به عدوّه، على أكثر من انصراف المؤنسين عنه، وعلى بغض عياله «٢» ، وعلى خشونة الملبس، وجشوبة المأكل «٣» وهذا كله مجتمع في مسك «٤» البخيل، ومصبوب على هامة «٥» الشحيح، ومعجّل للئيم، وملازم للمنوع. إلا أن المنفق قد ربح المحمدة، وتمنّع بالنعمة، ولم يعطّل المقدرة، ووفى كل خصلة من هذه حقها، ووفر عليها نصيبها، والممسك معذب بحصر نفسه، وبالكدّ لغيره، مع لزوم الحجة، وسقوط الهمّة، والتعرّض للذم والإهانة، ومع تحكيم المرّة السوداء في نفسه «٦» ، وتسليطها على عرضه، وتمكينها من عيشه وسرور قلبه.
ولقد سرى إليك عرق، ولقد أدخل أعراقك خور «٧» ، ولقد عمل فيها قادح، ولقد غالها غول. وما هذا المذهب من أخلاق صميم ثقيف «٨» ، ولا شيم أعرقت فيها قريش. ولقد عرض لك إقراف، ولقد أفسدتك هجنة «٩» . ولقد قال معاوية:«من لم يكن من بني عبد المطلّب جوادا فهو جميل، ومن لم يكن من آل الزبير شجاعا فهو لزيق «١٠» ، ومن لم