فأخلف وأتلف، إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله «١»
وقال أبو ذرّ:«لك في مالك شريكان: الوارث والحدثان» . وقال الحطيئة «٢» :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وجاء في الأثر: إن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة. وفي المثل:«إصنع الخير ولو إلى كلب» . وقال في الحثّ على القليل فضلا على الكثير، قال الله جلّ ذكره:«فمن يعمل مثقال «٣» ذرّة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره» ، وقالت عائشة في حبّة عنب:«إن فيها لمثاقيل ذرّ» ، ولذلك قالوا في المثل:«من حقّر حرم «٤» » . وقال سلم بن قتيبة:«يستحي أحدهم من تقريب القليل من الطعام، ويأتي أعظم منه» ، وقال:«جهد المرء أكثر من عفوه» . وقدّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جهد المقلّ على عفو المكثر، وإن كان مبلغ جهده قليلا، ومبلغ عفو المكثر كثيرا. وقالوا:«لا يمنعك من معروف صغره» . وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«اتقوا النار ولو بشق تمرة» وقال: «لا تردوا السائل ولو بظلف «٥» محرق» وقال: «لا تردّوه ولو بفرسن «٦» شاة» ، وقال: «لا تحقروا اللقمة، فإنها تعود كالجبل العظيم، لقول الله جلّ ذكره) «يمحق الله الرّبا