للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبكّر «١» ، وبلغة المريض «٢» ، وبسرو فؤاد الحزين، ويردّ من نفس المحدود، وجيّد في التسمين ومنعوت في الطب. قفاره «٣» يجلو البلغم، ومسمونه يصفّي الدم. إن شئت كان ثريدا، وإن شئت كان خبيصا، وإن شئت كان طعاما، وإن شئت كان شاربا» . وقيل لبعض هؤلاء اللعامظة والمستأكلين والشناغيف والمفقّعين «٤» ، ورئي سمينا: «ما أسمنك» ؟ قال: «أكلي الحارّ، وشربي القارّ «٥» ، والإتكّاء على شمالي.

وأكلي من غير مالي» . وقد قال الشاعر:

إنّ امتلاء البطن في حسب الغنى ... قليل الغناء، وهو في الجسم صالح

وقيل لآخر: «ما أسمنك» ؟ قال: «قلة الفكرة، وطول الدّعة، والنوم على الكظّة «٦» » . وقال الحجاج للغضبان بن القبعثري: «ما أسمنك» ؟

قال: «القيد والرتعة، ومن كان في ضيافة الأمير سمن» . وقيل لاخر: «إنك لحسن السحنة» ! قال: «آكل لباب البرّ، وصغار المعز، وأدّهن بخام البنفسج «٧» وألبس الكتّان» .

والله لو كان من يسأل يعطي لما قام كرم العطية بلؤم المسألة. ومدار الصواب على طيب المكسبة، والإقتصاد في النفقة: وقد قال بعض العرب:

«اللهم إني أعوذ بك من بعض الرزق» حين رأى نافجة «٨» من ماله، من صداق أمّه.

<<  <   >  >>