الحوائج تقتصّ «١» ، فمن سألته اليوم أن يعطيك، سألني غدا أن أعطي غيرك، فتعجيلي تلك العطية لك أروح لي. ليس عندي دراهم، ولو كان عندي دراهم لكانت نوائبي القائمة الساعة تستغرقها. ولكني أؤنب لكم من شئتم عليّ لكم من التأنيب كل ما تريدون» . قلت له:«فإذا أنّبت رجلا في أمر لم تتقدم فيه بمسألة، كيف يكون جوابه لك» ؟ فضحك حتى استند الى الحائط.
وجاء مرّة أبو همام السنّوط، يكلمه في مرمّة داره التي تطوّع ببنائها في رباط عبّادان «٢» ، فقال:«ذكّرتني الطعن وكنت ناسيا. قد كنت عزمت على هدمها حين بلغني أن الجبرية «٣» قد نزلتها» ، قال:«سبحان الله تهدم مكرمة ودارا قد وقفتها للسبيل «٤» » ؟ قال:«فتعجب من ذا؟ قد أردت أن أهدم المسجد الذي كنت قد بنيته ليزيد بن هاشم حين ترك أن يبنيه في الشارع، وبناه في الرائغ «٥» ، وحين بلغني أنه يخلط في الكلام، ويعين الشمرية «٦» على المعتزلة. فلو أراده أبو همّام وجد من ثمامة مربدا»
جميع مساحة الأرض» . وكان حين يستوي له اللفظ لا ينظر في صلاح المعاني من فسادها.
وتمشّى رجل الى الغاضري قال:«إن صديقك القادمي قد قطع عليه الطريق» ، قال:«فأيّ شيء تريد» ؟ قال:«أن تخلف عليه «٨» ، قال: