فقلت: متى باللحم عهد قدوركم؟ ... فقالوا: إذا ما لم يكن عواريا
ألاضحى الى الأضحى، وإلا فانها ... تكون كنسج العنكبوت كما هيا
فلما استبان الجهد لي في وجوههم ... وشكواهم أدخلتهم في عياليا
فكنت إذا ما استشرفوني مقبلا ... أشاروا جميعا لجّة وتداعيا «١»
ومما قالوا في صفة قدورهم وجفانهم وطعامهم ما أنا كاتبه لك. وهم وإن كانوا في بلاد جدب، فإنهم أحسن حالا في الخصب. فلا تظنّن أن كل ما يصفون به قدورهم وجفانهم وثريدهم وحيسهم باطل.
وحدثني الأصمعي، قال: سألت المنتجع بن نبهان عن خصب البادية، فقال:«ربما رأيت الكلب يتخطى الخلاصة «٢» ، وهي له معرضة، شبعا» .
وقال الأفوه الأوديّ «٣» :
تهنا لثعلبة بن قيس جفنة ... يأوي إليها في الشتاء الجوّع
ومذانب لا تستعار وخيمة ... سوداء عيب نسيجها لا يرقع «٤»
وكأنما فيها المذانب حلقة ... وذم الدلاء على دلوج ينزع «٥»
وقال معن بن أوس، وهو يذكر قدر سعيد بن العاص «٦» ، في بعض ما يمدحه:
أخو شتوات لا تزال قدوره ... يحلّ على أرجائها ثم يرحل «٧»