وقال الآخر:
يزدحم الناس على بابه ... والمشرع السهل كثير الزحام
وإذا افتقرت رأيت بابك خاليا ... وترى الغنى يهدي لك الزوّارا
وليس هذا من الأوّل، إنما هذا مثل قوله:
ألم تر بيت الفقر يهجر أهله ... وبيت الغنى يهدى له ويزار
وهذا مثل قوله:
إذا ما قل مالك كنت فردا ... وأيّ الناس زوّار المقلّ؟
والعرب تفضّل الرجل الكسوب والغرّ «١» الطلوب، ويذمّون المقيم الفشل والدثور الكسلان. ولذلك قال شاعرهم، وهو يمدح رجلا:
شتى مطالبه، بعيد همّه ... جوّاب أودية، برود المضجع «٢»
ومدح آخر نفسه، فقال:
فإن تأتياني في الشتاء وتلمسا ... مكان فراشي فهو بالليل بارد
وقال آخر:
إلى ملك لا ينقض النأي عزمه ... خروج تروك للفراش الممّهد «٣»
فداك قصير الهمّ يملأ عينه ... من النوم، إذ ملقى فراشك بارد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute