قصعة «١» ، وأنت تأكل، فمن أيّ شيء كانت القصعة، وأي شيء كان فيها؟ قال: قيء كلب، في قحف «٢» خنزير.
وقيل لرجل من العرب: قد نزلت بجميع القبائل، فكيف رأيت خزاعة؟ قال: جوع وأحاديث.
ونزل عمرو بن معدي كرب «٣» برجل من بني المغيرة، وهم أكثر قريش طعاما، فأتاه بما حضر، وقد كان فيما أتاه به فضل، فقال لعمر بن الخطاب، وهم أخواله: لئام بني المغيرة يا أمير المؤمنين. قال: وكيف؟
قال: نزلت بهم فما قروني غير قوس وكعب وثور «٤» . قال عمر: إن ذلك لشبعة.
وكم قد رأينا من الأعراب من نزل بربّ صرمة «٥» ، فأتاه بلبن، وتمر، وحيس «٦» ، وخبز، وسمن سلاء «٧» ، فبات ليلته ثم أصبح يهجوه: كيف لم ينحر له (وهو لا يعرفه) بعيرا من ذوده، أو من صرمته.
ولو نحر هذا البائس لكلّ كلب مرّ به، بعيرا من مخافة لسانه، لما دار الأسبوع إلا وهو يتعرّض للسابلة «٨» ، يتكفّف الناس، ويسألهم العلق «٩» .