على الحاجات أقفال ثقال ... مفاتحها الهدايا في الظلام
قيل: الدرهم حاكم صامت، وعدل ساكت، وخاتم من الله نافذ، ولهذا المعنى سمي الدينار دينارا، ولهذا عظم وعيد من احتبسه وكنزه، فإنه كمن احتبس حاكما للناس تمشي به أمور معاشهم. ولذا قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«إن الذي يشرب في آنية فضة إنما يجرجر في جوفه «١» نار جهنم» لأنّه يؤدّي إلى منع الناس عن تصريفها في معاملاتهم. ولعظم منافعه قال الله تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً
«٢» .
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«نعمّا المال الصالح للرجل الصالح» . بعضهم: أمور الدنيا تدور على ثلاث مدوّرات: الدينار والدرهم والرغيف. وقيل:
ما مرسل أسرع في النجاح ... من أبيض مدوّر الصّفاح
وقيل:
نعم المعين على المروءة للفتى ... مال يصون عن التبذّل نفسه
لا شيء أنفع للفتى من ماله ... يقضي حوائجه ويجلب أنسه
وإذا رمته يد الزمان بسهمه ... غدت الدّراهم دون ذلك ترسه
أبو ذرّ، رفعه:«صاحب الدّرهمين أشدّ حسابا يوم القيامة من صاحب الدرهم» . الحسن: ما أعزّ أحد درهما إلّا أذله الله. عليّ رضي الله عنه: من