لما تؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلّا فما يبكيه منها، وإنها ... لأوسع ممّا كان فيه وأرغد «١» ؟
عيسى عليه السّلام: الدنيا قنطرة، فاعبروها ولا تعمروها. نوح عليه السّلام: وجدت الدنيا كدار له «٢» بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر. قيل:
دخلنا كارهين لها فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ البلاد بنا ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قيل: لو رضي الناس بأرزاقهم رضاهم بأوطانهم، لما شكا أحد فقره. كتب داود الطائيّ إلى صديق له: اجعل الدنيا كيوم صمته عن شهوتك، واجعل فطرك الموت. بعض أهل الحقيقة: إن أردت السلامة سلّم على الدنيا، وإن أردت الكرامة كبّر على الآخرة. المنصور لمّا حضرته الوفاة: بعنا الآخرة بنومة.
أعرابيّ: كيف تفرح بعمر تقطعه الساعات، وسلامة بدن معرّض للآفات؟ قيل:
تظلّ تفرح بالأيام تقطعها ... وكلّ يوم مضى يدني من الأجل
قيل لأعرابيّ: انظر إلى الهلال، فقال: ما أصنع به؟ محلّ دين، ومقرّب حين. أنشد ابن الأعرابيّ: