للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيوب الناس، وطوبى لمن لزم بيته، وأكل قوته، واشتغل بطاعته، وبكى على خطيئته، فكان من نفسه في شغل، والناس منه في راحة. في الحديث:

«المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس» . قيل: أجهل الناس من استأنس بالوحدة وتكثّر بالخلوة. قيل: إياكم والعزلة فإنّ في ملاقاة الناس معتبرا نافعا ومتّعظا واسعا. قيل: البيت رمس «١» ما لزمته. ولقد أحسن الذي قال:

وحدة العاقل خير ... من جليس السوء عنده

وجليس الخير خير ... من جلوس المرء وحده

الحكيم: ينبغي للعاقل أن يتخيّر جليسه كما يتخيّر مأكوله ومشروبه، وفي تخيّرهما صلاح البدن، وفي تخيّر الجليس صلاح النفس. قيل:

ما ضاع من كان له صاحب ... يقدر أن يصلح من شانه

وإنما الأرض بسكّانها ... وإنما المرء بإخوانه

قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما: ادع الله أن يغنيني عن الناس.

فقال: إنّ حوائج الناس متصل بعضها ببعض كاتصال الأعضاء فمتى يستغني المرء عن بعض جوارحه؟ ولكن قل: أغنني عن شرار الناس. سمع عمر رضي الله عنه رجلا يقول: اللهم أغنني عن الناس، فقال: أراك تسأل الموت، قل:

اللهم أغنني عن شرار الناس. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>